الكازينوهات الرقمية تواجه موجة من التطورات التكنولوجية والتنظيمية التي تصنع خبر اليوم، بعد أن حذرت هيئة الرقابة البريطانية في 8 أبريل 2025 من مخاطر ناشئة مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة وأساليب دفع مفتوحة الحلقة، في وقت تكافح شركات كبرى لتكييف نماذج أعمالها مع زيادات ضريبية أعلنت في ميزانية نوفمبر 2025. تقرير الهيئة يضع تقنيات التزييف بالذكاء الاصطناعي وعمليات الإيداع بالعملات الأجنبية عالية القيمة في قلب المخاطر التي قد تستغل لغسيل الأموال، بينما دفعت الزيادات الضريبية شركات مثل Evoke، مالك علامتي William Hill و888، لإعادة النظر في استراتيجياتها وتقييم خيارات بيع أو فصل بعض الأصول (أعلن عن ذلك في 10 ديسمبر 2025). هذه المتغيرات تجعل تكنولوجيا الكازينوهات محور صراع بين الابتكار والامتثال.
تحذيرات الهيئة التنظيمية وتأثيرها على التكنولوجيا
في منشورها الرسمي بعنوان “المخاطر الناشئة لغسيل الأموال وتمويل الإرهاب من أبريل 2025″، نشرت لجنة المقامرة البريطانية تفاصيل محددة حول أساليب جديدة يستغلها المجرمون – من وثائق مزورة مولدة بالذكاء الاصطناعي إلى فيديوهات deepfake وعمليات face-swap تهدف لتمرير إجراءات KYC. الهيئة شددت على أن المشغلين مطالبون بمراجعة تقييمات المخاطر وتحديث ضوابطهم، بما في ذلك تدريب الموظفين على اكتشاف المواد المزيّفة وتعزيز نظم التحقق من الهوية. كما نبهت إلى مخاطر الأنظمة المفتوحة للدفع التي تسمح بتحويلات تخفي المصدر أو الوجهة الحقيقية للأموال، وطلبت الانتقال للممارسات الأفضل مثل الأنظمة المغلقة للدفع حيثما أمكن. (اطلع على التوجيه الرسمي هنا).
ضغوط ضريبية وتحركات شركات الألعاب – من الابتكار إلى البقاء
في 10 ديسمبر 2025 أعلنت مجموعة Evoke أنها تدرس خيارات استراتيجية تشمل البيع أو تقسيم الأصول بعد أن رفعت الحكومة البريطانية معدلات الضريبة على الألعاب عبر الإنترنت من 21% إلى 40% وإعادة تسعير الرهانات الرياضية من 15% إلى 25%، ما قد يضاعف التكاليف التشغيلية سنوياً بمئات الملايين من الجنيهات. مصادر سوقية وصحفية ذكرت أن المجموعة استأجرت مستشارين ماليين لمراجعة الخيارات، في مؤشر إلى أن ضغوط السياسة الضريبية يمكن أن تعيد تشكيل مشهد مزوّدي التكنولوجيا والخدمات في القطاع.
هذه الضغوط لا تؤثر فقط على قرارات الملكية – بل تغير أولويات الاستثمار في التكنولوجيا. تقنيات مكافحة غسيل الأموال المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تحتاج الآن إلى شفافية أكبر حول خوارزمياتها، بحسب ملاحظات الهيئة في أكتوبر 2025، التي نوهت بأن بعض المشغلين لا يفهمون بشكل كافٍ أداء نماذجهم كآليات للامتثال.
ماذا يعني ذلك للاعبين والمشغلين والمطورين؟
للمشغلين: يتوجب توثيق منهجيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في فحص السلوك والتحقق من الهوية، وتعزيز ضوابط الدفع وإدراج مراجعات دورية لمخاطر MSB (خدمات تحويل الأموال).
للمطورين: تزايد الطلب على حلول تحقق هوية مقاومة للتزوير (liveness detection، تحليل سمات الوجه العميق) وأنظمة AML شفافة وممكن تدقيقها.
للاعبين: تحسن إجراءات التحقق قد يعني إجراءات تسجيل أطول، لكن مع مستوى أمان أعلى وحماية أفضل للأموال.
خلاصة سريعة – ما الذي يجب مراقبته قريبا
تنفيذ مشدّد لتوصيات لجنة المقامرة البريطانية خلال 2026، وتأثير ذلك على الشراكات التقنية وعمليات التكامل بين مزودي خدمات الدفع.
قرارات الاستحواذ أو التفكيك لدى شركات مثل Evoke قد تعيد توزيع حصص السوق للمنصات التكنولوجية والخدمات المتكاملة.
تطور أدوات التزوير عبر الذكاء الاصطناعي واستجابة السوق لها – سواء عبر تحسين كشف التزييف أو عبر تشريعات إضافية على استخدام تقنيات التعرّف الحيوي.
المشهد يتغير بسرعة: التكنولوجيا تمنح صناع السوق أدوات جديدة للنمو لكنها في الوقت نفسه تفرض متطلبات امتثال أقل تساهلاً. المتابعة المقبلة يجب أن تركز على كيف ستطوّر الشركات تقنياتها لتكون قابلة للتدقيق والشرح أمام المنظمين، وكيف ستعيد الحكومات ضبط الإطار الضريبي والتنظيمي لاحتواء المخاطر دون خنق
