في موجة من التطورات التي تعيد رسم أولويات مشغلي الكازينوهات الأرضية في الولايات المتحدة وخارجها، أعلنت شركات كبرى خلال 2025 عن مزيج من التأجيلات الاستثمارية وتواريخ افتتاح جديدة، ما يعكس ضغوطاً اقتصادية وجيوسياسية تؤثر على قطاع يعتمد على السفر والإنفاق الترفيهي. أبرز هذه التحولات ظهرت بجلاء في تقارير أرباح وتحديثات مشروعات لشركات مثل Wynn وPenn، بالإضافة إلى تجميد مشاريع أخرى على شاطئ الستريب في لاس فيغاس خلال العام.
أداء الشركات والتأجيلات الرأسمالية
في بيان أرباح صدر في 6 مايو 2025، كشفت Wynn Resorts عن نتائج الربع الأول وتفاصيل التدفقات النقدية للمشروعات الخارجية، مؤكدة استمرار الاستثمار في مشروع Wynn Al Marjan Island بالإمارات المقرر افتتاحه عام 2027 مع إسهامات نقدية مستمرة في الربع الأول. لكن الشركة أيضاً أعلنت أنها أجلت نحو 375 مليون دولار من المشاريع في لاس فيغاس بسبب ضبابية التعريفات الجمركية وارتفاع تكاليف سلسلة الإمداد، وهي خطوة اعتبرها المدير التنفيذي “مؤقتة” ريثما تتضح سياسة الرسوم على الواردات وتكاليف المواد. هذه الوقفة تؤثر على تحديثات فندقية ومساحات ألعاب مميزة مثل إعادة تصميم برج Encore وتوسيع مناطق الألعاب ذات الحدود العالية. تفاصيل الإعلان متاحة في بيان الشركة الرسمي. Wynn Resorts Q1 2025 results.
افتتاحات وتوسعات محلية متباينة
على الجانب الآخر، وضمن ديناميكية السوق المحلية، أعلنت Penn Entertainment عن مواعيد افتتاحية لمشروعات توسعية إقليمية – منها برج إضافي في M Resort بولاية نيفادا مع تاريخ افتتاح مبرمج لنهاية 2025 – ما يعكس استراتيجية بعض المشغلين للتركيز على الأسواق القريبة عن الستريب وتعزيز السعة الفندقية والعروض الغذائية والترفيهية. كذلك، شهدت الستريب إعلانات لمطاعم ومفاهيم ترفيهية جديدة بغية جذب شرائح زبائن أوسع، مثل افتتاح مطاعم فاخرة داخل منتجعات معاد تجديدها، بينما توقف طموحات بناء فنادق ضخمة على بعض الأراضي بعد تراجع بعض المستثمرين وإعادة تقييم الجداول الزمنية.
قرارات متفرقة وتبعات للسوق
في تطور آخر لافت، أعلن مستثمرون آخرون تجميد أو تأجيل مشاريع مطروحة سابقاً، بما في ذلك إيقاف مؤقت لمخططات بناء ناطحة سحاب فندقية وكازينو بموقع بارز على الستريب لأسباب مرتبطة بالملكية والصراعات المحتملة في الحوكمة، إضافة إلى تباطؤ الطلب السياحي الموسمي الذي شهدته لاس فيغاس خلال صيف 2025 مما دفع بعض المنشآت إلى عروض ترويجية ومرونة في الرسوم الفندقية لجذب الزبائن.
مراقبون يسجلون أن هذه التحولات ليست مجرد رد فعل مؤقت، بل قد تعيد توجيه استراتيجيات المشغلين نحو تنويع مصادر الإيرادات – كالمأكولات الراقية، الفعاليات الحية، والمنتجعات المتخصصة – بدل الاعتماد التقليدي على إيرادات الألعاب فقط. كما أن الضغوط اللوجستية والجمركية تضيف عنق زجاجة لتحديثات التصميم والتوريد، مما يدفع الشركات لإعادة جدولة النفقات الرأسمالية.
خلاصة وخطوة مستقبلية
ما يجب متابعته في الأسابيع والأشهر القادمة هو ما إذا كانت التعريفات الجمركية وأسعار المواد ستستقر بما يسمح باستئناف المشاريع المؤجلة، ومدى قدرة الوجهات الإقليمية على امتصاص النمو عبر التوسع المتدرج. المستثمرون والزبائن سيبحثون كذلك عن إشارات في بيانات الزيارات والسياحة للربعين المقبلين لمعرفة ما إذا كانت الاتجاهات الحالية مؤقتة أم بداية تحول بنيوي في نموذج التشغيل للكازينوهات الأرضية.
