الاقتصاد العالمي لصناعة الكازينوهات الأرضية يدخل مرحلة جديدة من التحوّل، مع قرارات تنظيمية واستراتيجية هذا العام أدت إلى موجة من الإغلاقات، إعادة التوزيع الاستثماري، وتأجيلات في مشاريع كبرى. حكومات ومشغّلون يعيدون ضبط مزيج الإيرادات بين الألعاب والخدمات غير المرتبطة بالقمار، في وقت تتصارع فيه المناطق التقليدية مع تباطؤ الطلب السياحي وتغيّر أولويات المستثمرين.
ضغوط ماكـاو والانتقال من نموذج “الأقمار الصناعية”
حكومة ماكاو حذّرت في أبريل 2025 من احتمالية حدوث عجز في الموازنة إذا ظلت الإيرادات الشهرية من القطاع أقل من 15 مليار باتاكا – تحذير أعقبته خطوات عملية لتقليل اعتماد المدينة على نمط التشغيل القديم الذي يضم كازينوهات “قمر صناعي” تابعة. السلطات أطلقت مراجعات منتصف المدة للالتزامات الاستثمارية غير المرتبطة بالقمار لدى المشغّلين الستة الرئيسيين، بهدف دفع المزيد من الاستثمارات في السياحة، المؤتمرات، والترفيه. التقرير أثار قلق العاملين والمستثمرين لأن كازينوهات ماكاو تمثل نحو 80% من إيرادات الحكومة الضريبية، ما يجعل أي هزة في القطاع ذات تأثير فوري على المالية العامة. للمزيد من التفاصيل حول موقف الحكومة وتحذيراتها، نقلت وكالة رويترز تغطية شاملة لهذه المخاوف. تقرير رويترز
موجات إغلاق، تحويل أصول، وتأجيلات في مشاريع كبرى
في أماكن أخرى، جاءت تحركات السوق متباينة: ماكاو أعلنت عن خطة لسحب عشرات الكازينوهات الصغيرة أو “الأقمار الصناعية” بنهاية 2025 في إطار تطبيق قانون ألعاب معدل، مما دفع بعض المشغّلين لإعادة هيكلة محفظتهم ودمج الموظفين داخل مرافق أكبر. في الولايات المتحدة، شهدت مدينة نيويورك رفض مجتمعات محلية لمقترحات كازينو في مانهاتن خلال الأشهر الأخيرة، فيما انسحبت شركات كبرى مثل MGM من بعض سباقات الترخيص، ما أعاد تشكيل الخريطة الاستثمارية في الولاية وأرجأ بعض القرارات الرسمية حتى أواخر 2025 – أو إلى أوائل 2026 بحسب تصريحات مسؤولين محليين.
في آسيا أيضاً، تستمر الاستثمارات الضخمة المخطط لها في دول مثل اليابان – حيث ينتظر مشروع المنتجعات المتكاملة (IR) في أوساكا الانطلاق الكامل ويعده مشغّلون كفرصة لمنافسة ماكاو وسنغافورة على المدى المتوسط إلى الطويل.
ما الذي تغيّر في نموذج العمل ولماذا يهمّ هذا القارئ؟
الرسالة الموحّدة من التطورات الحديثة واضحة: المشغّلون والهيئات التنظيمية يسعون إلى تقليل المخاطر المرتكزة على عائدات الألعاب الخالصة عبر تنويع العروض إلى فنادق فاخرة، مراكز مؤتمرات، وتجارب سياحية وثقافية. هذا التحوّل يعني تغييرات وظيفية لموظفي القطاع، ضغوط على الحكومات المحلية التي تعتمد ضرائب اللعب، وفرص واستثمارات جديدة في البنية التحتية والترفيه. بالنسبة للمستثمرين، يشير التوجّه إلى أن القيمة المستقبلية للمشاريع ستعتمد على مكونات غير الألعاب بقدر اعتمادها على طاولات اللعب.
الخلاصة – ماذا نراقب لاحقاً:
تابعوا تنفيذ تعهّدات المشغّلين غير المرتبطة بالقمار في ماكاو، نتائج طلبات التراخيص والموافقات في الولايات المتحدة خلال ديسمبر 2025 – يناير 2026، وتقدّم مشاريع المنتجعات المتكاملة في اليابان والإمارات وما إذا كانت ستعيد رسم توازن السوق الإقليمي. تغيّر سياسات الترخيص والإشراف المالي سيكون العامل الحاسم في تحديد الخريطة القادمة للكازينوهات الأرضية حول العالم.
