تسارع الشركات والمنصات الرقمية وتيرة صناعة الشراكات التسويقية في 2025 مع دخول أدوات الذكاء الاصطناعي وحركات سياسات الخصوصية إلى صلب استراتيجيات الربط بين العلامات التجارية والمبدعين. التطورات الأخيرة خلال الأشهر الماضية تكشف عن تحول عملي في كيفية إبرام الصفقات، قياس الأداء، وإدارة بيانات الجمهور – ما يفتح فرصاً جديدة ويعيد تشكيل المخاطر والامتثال القانوني.
أدوات الذكاء الاصطناعي تُعيد تشكيل اكتشاف الشركاء
منذ ربيع 2025 أطلقت شركات التكنولوجيا الكبرى ومشغلو المنصات خصائص مدفوعة بالذكاء الاصطناعي تهدف لتسهيل اكتشاف المبدعين وإدارة الحملات المشتركة. في مارس-أبريل 2025 أعلنت Meta عن مجموعة أدوات متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي مدمجة في سوق المبدعين على إنستغرام، تتيح للعلامات التجارية استهداف صانعي المحتوى المناسبين وتحليل أداء المحتوى بشكل أعمق، ما سهل ربط الميزانيات الإعلانية مع صفقات الشراكة مباشرة. تقارير شركات تسويق رقمي محلية وإقليمية أشارت إلى زيادة في استخدام “إعلانات الشراكة” Partnership Ads وواجهات برمجة تطبيقات جديدة تسمح بتكامل حملات المبدعين مع حملات المدفوع. هذه الأدوات تُعدّ العامل الدافع الرئيسي وراء صفقات تعاون سرّعت تنفيذها خلال الربع الثاني من 2025.
سياسة الخصوصية وتقلبات تكنولوجيا الإعلان – ضغط على نماذج الشراكات
في 22 أبريل 2025 عززت خطوة حاسمة من شركة غوغل حالة عدم اليقين في سوق الإعلانات الرقمية؛ إذ أعلنت الشركة أنها لن تقدم نافذة مستقلة لإخطار المستخدمين بشأن تعطيل ملفات تعريف الارتباط للجهات الثالثة، مع الحفاظ على أدوات الخصوصية الحالية في متصفح Chrome وتطوير واجهات Privacy Sandbox. هذا القرار – الذي جاء وسط مراجعات قضائية وانتقادات تنظيمية لاستحواذ غوغل على سلاسل تكنولوجيا الإعلان – أثّر فوراً على مخططات علامات تجارية تعتمد على بيانات الطرف الثالث لقياس نتائج الشراكات واستهداف الجمهور، ودفَعَ عديد الشركات لإعادة تقييم الاتفاقيات ومقاييس الأداء. تفاصيل هذا التطور متاحة في تقرير وكالات أنباء اقتصادية دولية مثل Reuters (اقرأ المزيد).
تجارب عملية ومبادرات مبتكرة تقود السوق
على صعيد الحملات العملية شهد 2025 أيضاً زخم تعاونات ثقافية ومنصّاتية مثيرة: تعاونات بين منصات ومبدعين لإطلاق منتجات فعلية – كما فعلت حملات رئيسية خلال الصيف – ونماذج يقودها فريق الاتصالات في بعض الشركات بدلاً من فرق الشراكات التقليدية، ما أعطى زخماً إعلامياً أكبر وأثر قياسياً في الوعي بالعلامة التجارية. كما برزت مبادرات لقياس “معدلات جذب المشاهد” و”مؤشرات التفاعل الحقيقية” كمعايير بديلة لقياس نجاح الشراكات بعدما تضاءلت ثقة المسوقين في مقاييس الاعتماد على ثلاثيات ملفات تعريف الارتباط.
أصحاب شركات تسويق رقمي وأخصائيو شراكات تحدثوا عن ثلاثة اتجاهات رئيسية تشكل المشهد خلال 2025:
تحوّل نحو أدوات اكتشاف الشركاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقليل الوقت والتكاليف وتصفية المرشحين بدقة.
إعادة تصميم عقود الشراكات لتشمل بنود امتثال للخصوصية وقياس أداء غير معتمد على بيانات الطرف الثالث.
ظهور نماذج تعاون تعتمد على القيمة الثقافية والمنتجات المشتركة (co-branded products) بدل الاعتماد الكلي على منشورات التواصل الاجتماعي.
لماذا يهم هذا القارئ؟
الشركات والمبدعون يسعون الآن لتأمين صفقات أقوى مع مقاييس أداء أكثر موثوقية وامتثالاً قانونياً. للمعلنين يعني ذلك استثماراً متجدداً في بيانات الطرف الأول، أدوات تحليلات أكثر تقدماً، وشراكات استراتيجية طويلة الأمد. للمبدعين يعني البحث عن شراكات تمنحهم حماية وشفافية في العائدات وبيانات الأداء.
تتجه الأنظار في الأسابيع المقبلة إلى كيفية استجابة المنصات الكبرى والتشريعات المحلية – خصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة ومنطقة الخليج – للتوازن بين خصوصية المستخدمين واستدامة نموذج الإعلان الرقمي. ما يجب مراقبته:
تحديثات منتجات Meta وInstagram لواجهات API الخاصة بالمبدعين (توقّعات بمزيد من أدوات القياس والتكامل).
أي خطوات تنظيمية جديدة ضد شركات تكنولوجيا الإعلان قد تعيد تشكيل سلاسل القيمة.
مبادرات العلامات التجارية التي تعتمد على بيانات الطرف الأول ومنصّات البيع المباشر كجزء من استراتيجيات الشراكة.
