ماكاو تواجه نهاية نموذج “الكازينوهات الفرعية” بينما تهزها تقلبات الطقس وتأثيرات السوق العالمية، وتظهر نتائج شركات كبرى تركيزاً متزايداً على إعادة توزيع الأصول والاستثمار في غير الألعاب.
إعلان حكومي يحدد مسار القطاع
أعلنت حكومة منطقة ماكاو الإدارية الخاصة في 9 يونيو 2025 أن المشغِّلين الرئيسيين أبلغوا عن إنهاء تشغيل 11 كازينوًا فرعيًا بحلول 31 ديسمبر 2025، استنادًا إلى تعديل قانون الألعاب الصادر عام 2022 الذي أنهى فترة الانتقال الخاصة بالنماذج الفرعية. جاء الإعلان الرسمي لتأكيد أن شركات مثل SJM وMelco وGalaxy سترفع عملياتها أو تعيد توجيه معداتها وأفرادها إلى منشآت أخرى في المدينة، مع مطالبة الحكومة بـ”تسوية مناسبة” لوظائف الموظفين المتأثرين. التفاصيل الرسمية متوافرة في بيان الحكومة. Government Information Bureau – Macao
إغلاق هذه الكازينوهات الفرعية – ومنها منشآت مثل Casino Emperor Palace وCasino Waldo وGrand Dragon وغيرها – يضع نهاية لحقبة من التوسع الرخو في نماذج التراخيص، ويُعيد تركيز النشاط على المجمعات السياحية الكبرى المملوكة مباشرة لمُلاك التراخيص. محللون تحدثوا عن أن هذه الخطوة ستقلص عدد المواقع العاملَة لكنها قد تعزز ربحية المشغِّلين الرئيسيين عبر تركيز العرض وخفض التكاليف التشغيلية.
موجة أعاصير وضغوط على الإيرادات السياحية
لم يأتِ هذا التعديل في وقت مستقِر: منتصف إلى أواخر 2025 شهد ماكاو موسم أعاصير نشطاً. أجبرت السلطات الكازينوهات على الإغلاق مؤقتاً خلال إعصار سوبر رَقَاسة (Ragasa)، الذي أدى إلى تعليق العمليات لمدة 33 ساعة من 23 إلى 25 سبتمبر 2025، وسبّب خسائر فورية في الإيرادات وتأخيرات في حركة السياح مع فيضانات وإطفاءات كهربائية مؤقتة. البنوك الاستثمارية خفّضت توقعاتها لشهر أكتوبر بعد أداء مخيب أثناء إجازة “الأسبوع الذهبي” نتيجة الطقس والتنافس من فعاليات إقليمية أخرى، بما في ذلك سباقات ومنتديات ترفيهية بجوار سنغافورة.
التأثير المزدوج لتقنين النموذج التشغيلي في ماكاو واضطرابات الطقس دفع بعض المشغِّلين لإعادة تقييم استثماراتهم في العقارات الأصغر وتحويل تركيزهم نحو تطوير عناصر غير مرتبطة بالقمار – مثل الضيافة الفاخرة والفعاليات الرياضية والطبية والترفيهية – كوسيلة لتنويع الإيرادات وتقليل حساسية المدينة لتقلبات الطلب الجغرافي والزمني.
تقرير أرباح حديث لشركة Las Vegas Sands في 22 أكتوبر 2025 أبرز أن أداء عمليات الشركة في ماكاو وسنغافورة ظلّ قوياً، حيث تجاوزت نتائج الربع الثالث توقعات المحللين وأعلنت عن رفع توزيعات الأرباح وتوسيع برنامج إعادة شراء الأسهم، وهو مؤشر على أن كبار المشغِّلين الدوليين يحاولون تعظيم العائدات من محفظتهم الآسيوية مع تقليص التعرض للأصول الأقل كفاءة.
خاتمة – ما الذي يجب متابعته؟
ترقّب قرارات شركات الألعاب الكبرى حول إعادة توجيه الطاولات والآلات وترحيل العمال بين الفنادق الكبرى قبل نهاية العام، وتأثير ذلك على معدلات التوظيف المحلية. كما ستكون بيانات إيرادات الألعاب الشهرية لفترة ما بعد العاصفة وموسم العطلات مؤشراً أساسياً لمدى تعافي الطلب. أخيراً، يجب متابعة تنفيذ الحكومة لشروط إغلاق الكازينوهات الفرعية وكيفية تحويل استثمارات القطاع نحو السياحة غير المرتبطة بالقمار، خاصة مع إعلان موازنات توسعية لمشاريع ترفيهية وطبية في الأشهر القادمة.
