إقبال متزايد على المقامرة الرسمية يقابله انقاض نموذج الأقمار الصناعية – تغييرات تنظيمية وتأثيرات اقتصادية على العاملين والإيرادات
قيادة الحكومة تتدخل وتحدد مواعيد نهائية
أعلنت حكومة منطقة ماكاو الإدارية الخاصة في بيان رسمي صادر في 9 يونيو 2025 أن ثلاثة من كبار مشغلي الألعاب المرخَّصين – SJM Resorts وMelco وGalaxy – قد أخطروا السلطات بنيتهم إنهاء تشغيل 11 مما يُسمى بـ”الكازينوهات التابعة” (satellite casinos) بحلول 31 ديسمبر 2025، وطالبت بضمان تسوية أوضاع الموظفين المتأثرين بشكل مناسب. قرار الحكومة جاء تنفيذًا لتعديل قانون تشغيل الألعاب رقم 7/2022 الذي أنهى مفعول فترة الانتقال ثلاثية السنوات لنموذج التشغيل هذا، وهو تطور وضعته الحكومة على صفحتها الرسمية. اقرأ بيان الحكومة
إغلاقات فعلية وإعادة توزيع للموارد
شهدت الأشهر الأخيرة تنفيذ خطوات عملية على الأرض: أغلقت SJM Resorts كازينوهات عدة من بينها Legend Palace في 12 نوفمبر 2025 وCasa Real في 21 نوفمبر 2025، مع نقل طاولات اللعب والآلات إلى منشآتها الرئيسية، بحسب تقارير شركات القطاع ووسائل الإعلام المتخصصة. المشغّلون أشاروا إلى أن القرار ينبع من اعتبارات تجارية وتنظيمية بعد أن فرضت القواعد الجديدة سقوفًا على رسوم إدارة الجهات الثالثة ومنصات المشاركة في الأرباح.
التأثير العملي يمتد إلى آلاف الموظفين؛ تقديرات قطاعية تشير إلى أن نحو 5,600 عامل مرتبطين بنموذج الكازينوهات التابعة سيواجهون إعادة توزيع أو بحثًا عن وظائف جديدة داخل محافظ الشركات المرخَّصة أو خارجها، مع وعود رسمية بتقديم تسويات وأولوية للتوظيف داخل مجموعات المشغّلين.
إيرادات متقلبة لكن مرتفعة – توجهات نحو التنويع
في الوقت نفسه، سجلت ماكاو أداءً قياسيًا نسبيًا هذا العام في إجمالي عائدات اللعب: بلغت إيرادات شباك ماكاو الإجمالية (GGR) في نوفمبر 2025 نحو 21.09 مليار باتاكا (حوالي 2.63 مليار دولار)، مسجلة نموًا سنويًا متتابعًا. هذا التعافي يعكس انتعاشًا في حركة السياحة واللاعبين من السوق الجماهيري، لكنه يذكّر بصعوبة الاعتماد الكامل على نموذج إيرادات القمار التقليدي – وهو ما دفع السلطات والمشغّلين إلى الاستثمار في مناطق جذب غير قمار مثل الترفيه الحي والعروض والضيافة الفاخرة.
ما يميز موجة الإغلاق الحالية هو أنها تأتي بالتوازي مع حملة تنظيمية تهدف إلى إضعاف دور الوسطاء الثالثين والجهات المدبرة خارج هيكلية المناقصات الرسمية، ما يضع المشغّلين أمام خيارين: دمج العمليات تحت امتيازاتهم الحكومية أو الإغلاق النهائي للأقمار الصناعية.
ماذا يعني هذا للسوق الإقليمي؟ يعني تقليصًا في العرض المحلي للكازينوهات الصغيرة، وإمكانية تركيز الطاولات والآلات في مجمعات رئيسية أكبر، ورفع متطلبات الاستثمار لإعادة فتح أو إعادة تشغيل أي منشأة ضمن رخصة مباشرة.
ختامًا – ما الذي يجب مراقبته بعد الآن؟
المتابعة المقبلة ستركز على ثلاثة أمور رئيسية: مدى التزام الشركات بتسوية أوضاع الموظفين قبل نهاية 2025، أثر إعادة توزيع الطاولات والآلات على أداء منتجعات ماكاو الكبرى في 2026، ومآلات مبادرات التنويع غير القمارية لخفض الاعتماد المالي للحكومة على إيرادات القمار. قرارات إضافية من مكتب التفتيش وتنظيم الألعاب في ماكاو ومواقف شركات مثل SJM وMelco ستكون مؤشرات حاسمة لسير القطاع في العام المقبل.
