ماكاو تواجه موجة تغييرات تنظيمية واقتصادية تؤثر مباشرة على مستقبل الكازينوهات الأرضية، مع اقتراب انتهاء الفترة الانتقالية لنظام “الكازينوهات الفضائية” في 31 ديسمبر 2025 وتراجع إيرادات اللعب الذي أثار تحذيرات من عجز محتمل في موازنة الإقليم.
تحولات تنظيمية تقرر مستقبل المشغلين
أدخلت السلطات الماكوية إصلاحات جوهرية على سوق القمار منذ تشريع قانون الألعاب الجديد عام 2022، ومن أبرز مفاعيلها منع مشاركة “الكازينوهات الفضائية” في عائدات التشغيل واستبدالها بنموذج رسوم إدارة. الفترة الانتقالية التي منحت للفضائيات تنتهي رسمياً في 31 ديسمبر 2025، ما أجبر عدداً منها على إعادة تقييم جدواها الاقتصادية أو السعي لتمديد ترتيباتها مع المشغلين الرئيسيين.
مسؤولون اقتصاديون وحكوميون أعادوا التأكيد خلال الأشهر الماضية على ضرورة ضبط القطاع: فقد جرى تقليص تراخيص العاملين في شبكات الترويج (الـ junkets) والحفاظ على سقف صارم، بينما طالب منظمو الألعاب بتقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية وزيادة التوظيف المحلي في اتفاقيات الامتياز. هذه المتغيرات دفعت بعض مشغلي الأقمار الصناعية إلى البحث عن حلول تمويلية مؤقتة أو إعادة هيكلة ديونهم للحفاظ على السيولة التشغيلية.
أرقام وإشارات على تباطؤ الإيرادات
أظهرت بيانات ربع سنوية تباطؤاً يزيد القلق على قدرة ماكاو على تمويل ميزانيتها، إذ حذر رئيس الإقليم من خطر حدوث عجز إن استمر متوسط عائدات اللعب الشهرية دون مستوى 15 مليار باتاكا. المحللون يشيرون إلى أن النمو الاقتصادي البطيء في الصين وتأثيرات التقلبات المالية العالمية أدت إلى تراجع عدد الزوار والنفقات في المنتجعات المتكاملة، ما يضع مزيداً من الضغوط على المشغلين لاتخاذ خطوات تنويع مصادر الدخل.
بعض الشركات مثل Macau Legend أعلنت عن إعادة جدولة قروض وطلبت تمديدات لسداداتها لتجاوز ضغوط السيولة بين 2025 و2026، في حين يرى محللون أن المشروعات المنتجة والأرباحية من الأقمار الصناعية قد تظل قادرة على المحافظة على نشاطها طالما بقيت هوامشها التشغيلية إيجابية، بينما قد تُغلق المواقع غير المربحة أو تُدمج مع ممتلكات المشغلين الرئيسيين.
ماذا يعني هذا لعموم الصناعة والزوار؟
التغييرات التنظيمية والمالية في ماكاو تحمل دلالات أوسع لقطاع الكازينوهات الأرضية عالمياً. مدن مثل لاس فيغاس تواصل استقطاب استثمارات في الترفيه والضيافة – ومن ذلك افتتاح مطاعم ومرافق جديدة داخل المنتجعات في ديسمبر 2025 – لكن الاعتماد على عوائد المقامرة وحدها بات مجازفة متزايدة. السلطات في ماكاو تشجع الآن تنويع الاقتصاد السياحي نحو الفعاليات والثقافة والتجزئة والرياضة لتقليص هشاشة الإيرادات.
مصدر حكومي وتحليلات رسمية ترى أن الفترة القادمة حتى منتصف 2026 ستكون حاسمة: إما أن تترسخ نماذج إدارة بديلة تحقق استقراراً، أو تتوسع عمليات الدمج والإغلاق التي ستعيد تشكيل خريطة الكازينوهات الأرضية في الإقليم.
ختاماً، على القارئ مراقبة ثلاثة محاور في الأسابيع المقبلة: قرارات المشغلين حول الإبقاء أو إغلاق الأقمار الصناعية قبل 31 ديسمبر 2025، أي توسيعات حكومية إضافية لبرامج التنويع الاقتصادي، وتأثير أداء الإيرادات الشهرية على موازنات العام 2026. لمزيد من التفاصيل حول تحذيرات القيادة الماكوية والبيانات الرسمية الأخيرة، راجع تقرير وكالة رويترز حول تطورات ماكاو وتنويع اقتصادها.
تقرير رويترز عن زيارة القادة وتحذيرات موازنة ماكاو
