ماكاو تواصل سجّل ارتفاعات متقطعة في الإيرادات لكنها تواجه تحوّلات هيكلية وضغوط اقتصادية قد تعيد رسم مستقبل الكازينوهات الأرضية التقليدية. في 16 أبريل 2025 حذّر رئيس تنفيذية ماكاو سام هو فاي من احتمال تسجيل عجز في ميزانية الإقليم إذا هبطت الإيرادات الشهرية للقطاع دون 15 مليار باتاكا، في مؤشر على هشاشة الاعتماد الشديد على ضرائب الألعاب التي تشكّل نحو 80٪ من دخل الحكومة. هذا التحذير جاء وسط بيانات متباينة طوال 2025، بين أشهر قياسية في الربيع وخفوت مؤقت في بعض الشهور – ما يضع المشغّلين والسلطات أمام تحدّي التنويع والمرونة.
أداء ماكاو المتقلب وإشارات السوق
أظهرت أرقام شهريّة في 2025 زيادات قوية؛ فقد سجلت ماكاو في نوفمبر إيرادات ألعاب إجمالية بلغت حوالي 21.09 مليار باتاكا (حوالي 2.63 مليار دولار)، محققة عشرة أشهر متتالية من النمو على أساس سنوي. في المقابل، عدّلت حكومة ماكاو توقعاتها لعام 2025 نزولاً إلى نحو 228 مليار باتاكا بعد أداء أضعف من المتوقع في بعض الأشهر الأولى من العام، وفق مراجعات نُشرت في يونيو 2025. المحلّلون، بمن فيهم بنوك استثمارية مثل Jefferies، قدموا توقعات متباينة؛ بعضهم يرى إمكان بلوغ مستويات أعلى بدعم فعاليات وبرامج جذب غير مرتبطة بالقمار، بينما يحذر آخرون من تأثّر العوائد بتباطؤ الاقتصاد الصيني وتقلّبات السياحة العابرة للحدود.
توجهات المشغّلين – من القمار إلى الترفيه المتكامل
رداً على المخاطر، أعلنت شركات تشغيل كبرى خطط توسيع عناصر الترفيه غير القابلة للمقامَرة: فتح فنادق فاخرة جديدة، استضافة حفلات وفعاليات رياضية وثقافية، وتطوير منتزهات ترفيهية ضمن مشاريع توسعة في منطقة كوتاي. مثال واضح على ذلك كانت الشراكات والأحداث التي شهدتها ماكاو خلال 2025، شملت استضافة مباريات تحضيرية للرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية (NBA) في أكتوبر 2025 وتنظيم معارض موسيقية وتقنية امتدّت لعدة أيام، وهي مبادرات هدفت إلى جذب شرائح زوار أوسع وتقليل الاعتماد على اللاعبين ذوي الرهانات العالية.
مستثمرون ومحلّلون يتابعون أيضاً تحرّكات شركات أمريكية كبرى ذات مراكز تشغيل في ماكاو، إذ سبّبت بيانات النمو ارتفاع أسهم شركات مثل لاس فيغاس ساندز ووين ومجموعة MGM في أسواق المال خلال شهور 2025، ما يعكس تفاعل السوق مع مؤشرات انتعاش السياحة.
لماذا يهم هذا التحول؟
التحوّل من نموذج إيرادات يعتمد على المقامَرة إلى نموذج قائم على مزيج من الترفيه، الفندقة، والفعاليات يجعل مستقبل الكازينوهات الأرضية أكثر ارتباطاً بتغيّر أنماط السياحة والاقتصاد الكلي. إن لم تنجح ماكاو وغيرها من الوجهات الكبرى في تنويع مصادر دخلها، فقد تواجه ضغوطاً مالية تؤدي إلى تغييرات تنظيمية وضريبية قد تعيد تشكيل القطاع.
خلاصة – ما الذي يجب مراقبته؟
راقبوا إعلانات المشغّلين عن مشاريع غير قمارَية وخطط التوسعة خلال 2026، إلى جانب بيانات الإيرادات الشهرية وما إذا كانت الحكومة المحلية ستقدّم حوافز أو تغيّرات ضريبية لدعم التحوّل. كما أن أداء الاقتصاد الصيني والتدفّقات السياحية العابرة للحدود سيظلان عاملين حاسمين.
لمزيد من التفاصيل حول تحذيرات القيادة المحلية وتقديرات الإيرادات، راجعوا تقرير وكالة رويترز الأخير: مصدر رويترز.
