ماكاو تشهد حركة جديدة في قطاع الكازينوهات الأرضية مع تصاعد دعوات المسؤولين والفاعلين الاقتصاديين نحو تقليل الاعتماد على المقامرة وتحفيز قطاعات سياحية وترفيهية بديلة، وهو تحول بدأ يأخذ طابعًا رسميًا بعد زيارة الرئيس الصيني في ديسمبر 2024 وتصريحات حكومية متلاحقة خلال 2025. زيارة شي جينبينغ في 18 ديسمبر 2024 كانت بمثابة مؤشر واضح على توجه بكين لدفع ماكاو نحو تنوع اقتصادي أوسع بعيدًا عن اعتماده التاريخي على الإيرادات من المقامرة، وهو ما أثر فورًا على استراتيجيات المشغلين وسلوك الزوار. تقرير رويترز عن زيارة شي لمكاو
ديناميكيات السوق والتأثير الفوري
خلال النصف الأول من 2025 شهدت ماكاو تقلبات في أرقام الزوار والإيرادات مع إشارات إلى تراجع طفيف في عدد القادمين في بعض الفترات مقارنة بمستويات ما بعد الجائحة، رغم تعافي الإيرادات في أوقات أخرى وزيادة متوسط الإنفاق لكل زائر. مشغلو الكازينوهات الكبار – سواء الشركات المحلية أو الوحدات التابعة لشركات دولية – أعادوا ترتيب استثماراتهم: مزيد من الإنفاق على فعاليات ترفيهية، متاحف وخيارات تسوق فاخرة، وبرامج جذب عائلي وسياحي غير قائمة على اللعب بالمال. محللون ذكروا أن هذه الخطوات تستهدف تقليل المخاطر المرتبطة بتقلبات الطلب من السوق الصيني وقرارات السياسات السياحية.
نصائح عملية للزائرين والمستثمرين
انتبه لبرامج التجربة المتكاملة: مشغلو الكازينوهات الآن يروّجون لحزم سياحية تجمع بين عروض ترفيهية ومأكولات وتجارب ثقافية – خيار أفضل لمن يبحث عن تجربة متوازنة بدلاً من الزيارة لأجل المقامرة فقط.
مراجعة تقويم الفعاليات: الأيام التي تصاحبها مهرجانات أو مباريات دولية تؤدي عادة لارتفاع الخدمات غير المرتبطة بالمقامرة وبالتالي توفر خيارات ترفيهية وسعرية أفضل.
للمستثمرين: تنويع المحفظة ضمن مرافق الضيافة والعقارات الترفيهية في ماكاو قد يقلل المخاطر مع توقعات حكومية بدفع الاقتصاد خارج قوقعة الاعتماد على المقامرة. لكن ينبغي متابعة السياسات التنظيمية والضريبية التي قد تتغير بتأثير توجيهات بكين.
مراقبة التدابير التنظيمية: السلطات المحلية أبدت اهتمامًا أكبر بتنظيم عمليات الصرافة غير الرسمية والحد من الأنشطة غير القانونية المرتبطة بالكازينوهات، ما يؤثر على سيولة السوق وعمليات التشغيل.
ماذا يجب مراقبته لاحقًا
يظل العامل الأهم هو سياسات بكين تجاه السياحة والرحلات البينية (خاصة إجراءات التأشيرات وبرامج الزيارة الفردية)، إضافة إلى قرارات مشغلي الكازينوهات الكبرى بخصوص استثماراتهم غير المرتبطة بالمقامرة. المتابعون ينبغي أن يراقبوا بيانات الزوار والإيرادات الفصلية، الإعلان عن مشروعات جديدة ضمن قطاع الترفيه، وأي تشريعات محلية تهدف لضبط نشاطات الصرافة والتمويل حول الكازينوهات. الأحداث المقبلة مثل اتفاقيات شراكة مع مؤسسات رياضية أو تكنولوجية ستعطي مؤشرًا واضحًا على سرعة التحول.
