نيويورك وماكاو تشهدان تحوّلاً بارزاً في صناعة الكازينوهات الأرضية، مع إقرار تراخيص تاريخية في الولايات المتحدة وإجراءات تنظيمية تشديدية في مركز المقامرة الآسيوي، ما يُعيد رسم خارطة اللاعبين والاستثمارات وخيارات السياحة الترفيهية العالمية.
موافقة نيويورك على ثلاثة منتجعات على طراز لاس فيغاس
في 15 ديسمبر 2025 وافقت لجنة الألعاب في نيويورك على منح تراخيص لثلاثة مشاريع كازينو ضخمة في مدينة نيويورك، من بينها مشروع بقيمة نحو 8.1 مليار دولار بجانب ملعب ميتس في كوينز، يملكه ستيف كوهن ويتعاون مع هارد روك. الموافقة، التي أعلنتها السلطات هذا الأسبوع، تفتح الباب أمام إنشاء منتجعات متكاملة تضم فنادق وقاعات ترفيه ومطاعم إلى جانب مرافق ألعاب متماثلة لما تُقدمه لاس فيغاس – خطوة يراها مؤيدوها محفزاً للاستثمار وموفراً لآلاف الوظائف وإيرادات كبيرة لصناديق التعليم والنقل. منتجعات أخرى فازت بالمزايدة تشمل مشروعاً لشركة Bally’s في برونكس وتوسعة لمجمع Resorts World عند مضمار Aqueduct. المحلّلون والسلطات حددوا مواعيد بدء العمليات التجريبية والتراخيص التنفيذية، مع توقعات بفتح بعض الألعاب الحية خلال 2026-2027 بحسب خطط المطورين. تضمّن القرار شروط رقابية مشددة ومطالبات بمبادرات مجتمعية لتعويض المخاوف المحلية حول الإدمان والأمن المجتمعي. لمزيد من التفاصيل حول صفقة الموافقة والتفاصيل المالية، نشرت صحيفة Financial Times مادة تفصيلية عن المشروع الرئيسي. Financial Times
تشدد تنظيمي في ماكاو وإعادة هيكلة نموذج الأقمار الصناعية
في الجانب الآسيوي، شددت حكومة ماكاو العام 2025 الضوابط على نموذج “الأقمار الصناعية” (satellite casinos) الذي سمح لعدد من المشغلين بتشغيل مواقع أصغر مرتبطة بالشركات الحائزة للتراخيص. أعلنت السلطات أن فترة الانتقال التي منحتها تعدّت نهايتها وسيُطلب إغلاق أو إعادة هيكلة نحو 11 موقعاً تابعاً قبل 31 ديسمبر 2025، فيما أعلنت شركات كبرى مثل Melco وSJM إجراءات إغلاق أو إعادة توجيه لعدد من المواقع الصغيرة وإعادة توظيف العاملين داخل محفظتها. يأتي ذلك ضمن تعديل لقانون الألعاب بهدف جعل التشغيل أكثر شفافية وربط الإيرادات مباشرةً بالمرخِّصين الرئيسيين، وتقليل الاعتماد على وسطاء ووكالات الترويج التقليدية. في موازاة ذلك أبقت هيئة الرقابة على سقف تراخيص “الجنكيت” منخفضاً وأكدت إجراءات فحص مشددة، ما أثر على تدفقات اللاعبين ذوي الرهانات الكبيرة وأجبر بعض المشغلين على تعديل استراتيجياتهم التسويقية والخدمية.
التقاطع بين هذين التطورين – فتح سوق أميركي ضخم مقابل تضييق الخناق التنظيمي في ماكاو – يوضّح تحولاً جاذباً في توازن القوة داخل الصناعة: المستثمرون الدوليون قد يوجّهون استثمارات جديدة نحو مشروعات منتجعات متكاملة في الولايات المتحدة والدول التي تتيح بيئة تنظيمية مستقرة، بينما تركز أسواق مثل ماكاو على استدامة النمو وإصلاحات موجهة للحدّ من المخاطر النظامية والاجتماعية.
ماذا يعني ذلك للقطاع والمجتمعات المحلية؟
الموافقة على كازينوهات نيويورك من المتوقع أن تولّد موجة توظيف وبنية تحتية وخدمات سياحية جديدة – لكنّها أثارت احتجاجات محلية ومخاوف من تأثيرات اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد. في ماكاو، إعادة الهيكلة والتنظيم الصارم قد تقلّص بعض القنوات القديمة للنمو السريع، لكنها تهدف إلى زيادة شفافية الإيرادات وحماية العمال المحليين عبر التزامات للتوظيف وإعادة التأهيل.
المراقبون يُنصحون بمتابعة:
جداول التنفيذ وعمليات منح التراخيص التفصيلية في نيويورك خلال 2026، ومواعيد بدء التشغيل التجريبي للمرافق الحية.
نتائج إغلاق أو تحويل مواقع الأقمار الصناعية في ماكاو قبل 31 ديسمبر 2025، وتأثيرها على العمالة المحلية وإيرادات القطاع.
أي تغييرات إضافية في سياسات منح تراخيص الجنكيت والقيود على العمليات عالية المخاطر التي قد تحدد شكل الأسواق الآسيوية خلال 2026.
