ماكاو تواجه مفترق طرق بعد أن حذر زعيم الإقليم من احتمالية تسجيل عجز في الميزانية إذا تراجعت الإيرادات الشهرية للكازينوهات دون 15 مليار باتاكا – تحذير سلط الضوء على تحول أعمق في قطاع الكازينوهات الأرضية الذي يمر بفترة تقلب وتحول استراتيجي. التوتر بين الاعتماد الضخم على الإيرادات من المقامرة والضغط على الحكومات والمشغلين لإيجاد مصادر دخل بديلة بات الآن محور النقاش العام والصناعي.
واقع الأرقام والسياسة – قراءة في بيان أبريل 2025
في 16 أبريل 2025 أعلن رئيس حكومة ماكاو سام هاو فاي أمام المشرعين أن انخفاض الإيرادات عن 15 مليار باتاكا شهرياً قد يدفع بالإقليم إلى عجز مالي، مشدداً على أن قطاع الألعاب لا يزال يشكل نحو 80% من إيرادات الخزانة المحلية. هذا التصريح أثار مخاوف من هشاشة الهيكل المالي لماكاو وفرض تساؤلات جديدة حول اعتماد الاقتصادات المحلية على عائدات المقامرة، ودفع الجهات الرقابية في بكين وماكاو لمطالبة ستة مشغلين رئيسيين بتوسيع أنشطة غير مرتبطة بالقمار. (اطلع على التقرير الأصلي). تقرير رويترز حول تحذير زعيم ماكاو
اتجاهات التحول التجاري والتجربة السياحية
المشغلون الكبار في ماكاو – ومن ضمنهم شركات ترتبط بمشروعات عالمية – يستثمرون بقوة في تنويع الخدمات: فنادق فخمة، وجهات طعام راقية، فعاليات ثقافية ومراكز تسوق فارهة، ومناطق ترفيهية عائلية. السبب واضح – خفض الاعتماد على إيرادات كبار المراهنين (VIP) والتحول إلى سوق الجماهير (mass market) والسعي لرفع حصة الإيرادات غير المرتبطة بالقمار. هذه الاستراتيجية تتقاطع مع جهود مماثلة في لاس فيغاس ودول أخرى حيث يشهد القطاع مزيداً من الاستثمارات في التجارب الحية والضيافة الفاخرة.
ما الذي يجب أن يراقبه القائمون على الصناعة والمستثمرون؟
قدرة المشغلين على تحقيق إيرادات غير مقامرة تغطي فجوة الاعتماد الضريبي على القمار.
تحركات السياسات الحكومية في ماكاو وبكين تجاه تنظيم وتحفيز تنويع النشاطات.
بيانات الإيرادات الشهرية ومستوى السياحة القادمة من الصين الكبرى وتأثيرها على الأرباح التشغيلية.
قرارات المستثمرين وكبرى الشركات حول إعادة تخصيص رأس المال أو دفع توزيعات أرباح أو عمليات إعادة شراء أسهم في سياق تقلبات السوق.
الخلاصة – قطاع الكازينوهات الأرضية يمر الآن بمرحلة إعادة تعريف: من مجرد مراكز مقامرة إلى منظومات ضيافة وترفيه متكاملة. كيفية إدارة هذا التحول سيحدد ليس فقط مستقبل مشغلي ماكاو لكن أيضاً نموذج الاعتماد الاقتصادي لإقليم بأكمله، وما أن كانت الحكومات قادرة على تخفيف مخاطر العجز المالي دون التضحية بالنمو السياحي. المتابعون ينبغي أن يركزوا في الأسابيع والأشهر المقبلة على بيانات الإيرادات الحكومية، تصريحات المشغلين الكبرى، وإجراءات السياسات التي قد تعيد رسم خارطة الاعتماد الاقتصادي في مراكز المقامرة العالمية.
