قيادة جديدة للتنظيم تحدد قواعد اللعب
أطلقت هيئة المقامرة البريطانية (Gambling Commission) خلال 2024-2025 حزمة إجراءات تنظيمية دخلت مراحلها التنفيذية الرئيسية هذا العام، وتأثّرت بها شركات الكازينوهات الإلكترونية الكبرى والمشغّلون بالعملات الرقمية على حد سواء. من بين التدابير البارزة التي دخلت حيز التنفيذ في 17 يناير 2025 – وفق خطة مُعلنة سابقاً – قواعد لتقليل سرعة وديناميكية الألعاب عبر الإنترنت، مع حظر ميزات مثل التشغيل التلقائي و”التسريع” المرئي للصرفات، وفرض حد أدنى للزمن بين دورات الألعاب بهدف حماية اللاعبين من الممارسات التي قد تزيد الإدمان. كما ألزمت الهيئة المشغلين بعرض صافي الإنفاق والزمن المجموع المخصّص للمراهنة في الوقت الحقيقي لتسهيل وعي المستخدمين بسلوكهم المالي. التفاصيل الرسمية متاحة عبر موقع الهيئة. Gambling Commission – New rules boosting safety and consumer choice
حدة في مراقبة التسويق والحدود العمرية
أدخلت القواعد أيضاً متطلبات لتمكين المستهلك من اختيار أنواع المنتجات وقنوات التسويق التي يرغب بتلقيها، بخطوة تهدف لخفض التسويق العشوائي، مع تطبيق هذا البند اعتباراً من 1 مايو 2025. علاوة على ذلك، شدّدت الهيئة إجراءات التحقق من العمر في المنشآت الواقعية، ورفعت معيار “التحدّي” للعمر إلى 25 سنة في بعض الإجراءات منذ أغسطس 2024، ما يشير إلى نهج أكثر تحفظاً لحماية الفئات الشابة.
موجة رقابية على الكازينوهات بالعملات الرقمية والبيضاء
على الصعيد الدولي، شهد عام 2025 تصاعد ضغط جهات المراقبة على منصات الكازينو التي تستخدم العملات المشفرة أو تعمل عبر تراخيص فرعية (white-label). تقارير مستقلة وأرقام قطاعية أظهرت تناميّاً سريعاً في إيرادات منصات المشغّلة بالعملات الرقمية خلال 2024-2025، ما دفع سلطات عدة (بعضها وطني وأوروبي) لتشديد متطلبات KYC/AML وفرض متطلبات تراخيص موحّدة. وفي أكتوبر 2025 أعلنت بعض جهات التنظيم في مناطق تراخيص شهيرة خطوات لإلغاء نظم الترخيص الفرعي وإعادة هيكلة الإشراف بمتطلبات شفافية ومراجعات عقود ذكية وامتثال مالي مشدّد، ما يضع مهلة أمام المئات من المشغلين لإعادة التسجيل والامتثال قبل أوائل 2026.
“السوق يتجه من الفوضى إلى الانضباط”، يقول محلل رقمي في شؤون الألعاب، مشيراً إلى أن مزايا الدفع بالعملات المشفّرة -سرعة وخصوصية- أصبحت هدفاً للرقابة لأن الفجوات التنظيمية استُغلت لغسيل أموال وتجنّب متطلبات الحماية.
مراقبون آخرون لاحظوا تحرّكاً أكبر من مشغّلين تقليديين لتبنّي بوابات تحويل فيات-إلى-كريبتو تمتثل لقواعد KYC لتقليل الاحتكاك التنظيمي وجذب لاعبين قلِقين بشأن سلامة أموالهم وسمعة المنصة.
ماذا يعني ذلك للاعبين؟
مزيد من الشفافية: عرض الوقت والصرفيات في الوقت الفعلي سيُدخل وعيًا أكبر للسلوك المالي خلال الجلسات.
قيود على اللعب السريع: تغيّر سرعة دورات الألعاب يغيّر تجربة الألعاب القصيرة المكثفة (micro-spins).
تقييد العروض الترويجية: قوانين التسويق الجديدة تقلّل من وصول الإعلانات غير المرغوب بها، خصوصاً للفئات الأقل خبرة.
ما الذي يجب مراقبته لاحقاً؟
يتجه المشهد نحو مزيد من التوافق الدولي خلال 2026 على معايير مكافحة غسيل الأموال والحوكمة التقنية للمنصات، خاصة تلك التي تعتمد على العقود الذكية والعملات المستقرة. ينبغي للأجهزة الرقابية والمشغلين متابعة مواعيد إعادة الترخيص والالتزام بإطار الشركات المضيفة لتفادي غرامات أو حجب خدماتها في أسواق رئيسية. بالنسبة للاعبين، يتعين مراقبة التحديثات حول حدود الرهانات، متطلبات التحقق من الهوية، وسياسات التحويل بين العملات التقليدية والمشفّرة.
