منذ بداية 2025 شهدت صناعة الكازينوهات الأرضية موجة من التحولات السياسية والاقتصادية أثرت على مشغلي المنازل الترفيهية ومرتاديها وموظفيها، ما يضع القطاع أمام مفترق طرق بين الإغلاق والتجديد الاستثماري. قرارات تشريعية في أوروبا، ومشروعات عملاقة في الخليج، وإعلانات افتتاحات في الولايات المتحدة شكلت الأسبوعين الماضيين محطات بارزة تستحق المتابعة.
إغلاق المؤسسات الحكومية – السويد نموذجاً
في خطوة مفاجئة لصناعة الألعاب التقليدية، صوت البرلمان السويدي (Riksdag) في أوائل أبريل 2025 على إنهاء وجود الكازينوهات الأرضية المملوكة للدولة، ما أدى إلى بدء عملية إغلاق سلسلة Casino Cosmopol وتشريد نحو 240 موظفاً في موقع ستوكهولم وحده. حكومة ستوكهولم وبرنامج Svenska Spel عللا القرار بتراجع كبير في الإقبال والأرباح لصالح منصات المقامرة الإلكترونية، وأصدر المشغل توجيهات داخلية لبدء ترتيبات إنهاء النشاط وعمليات استبدال الرقائق وسحب الودائع، مع إطلاق مبادرات توظيف مؤقتة ومفاوضات مع النقابات لتخفيف آثار الإغلاق.
الحدث يسلط الضوء على تحول سلوك المستهلك – من زيارات المنشآت الفعلية إلى اللعب عبر الهاتف والإنترنت – ما دفع صناديق حكومية وخبراء سوق إلى إعادة تقييم جدوى الاحتفاظ بأصول باهظة التكلفة في وسط المدن.
تدفق الاستثمارات في الشرق الأوسط والولايات المتحدة
على النقيض، يشهد الشرق الأوسط زيادة واضحة في مشاريع الكازينوهات الأرضية الفاخرة، مع تقدم بناء منتجعات متكاملة في الإمارات، وتحديداً مشروع Wynn Al Marjan Island في رأس الخيمة، الذي أعلن المشغل تحصيل تمويل بنكي ضخم وأبلغ عن تقدم إنشائي ملحوظ يهدف لافتتاح أول منتجع متكامل في الدولة خلال 2027 – خطوة تراها مصادر الصناعة اختباراً لسياسة الإمارات الجديدة تجاه تنظيم الألعاب والترفيه. هذه التطورات جاءت بعد منح تراخيص تشغيلٍ أولية لشركات عالمية، ما فتح باب استقدام تقنيات وخبرات تشغيلية حديثة إلى المنطقة. للاطلاع على تفاصيل ترخيص وتشغيل شركة عالمية في الإمارات، راجع تقرير رويترز عن منح تراخيص مشغّل أولي في 2024: Wynn يحصل على الترخيص الأول في الإمارات.
في الولايات المتحدة، تواصل مشاريع كبرى أيضاً تجاوز عتبة الإعلانات إلى عمليات تركيب وتشغيل فعلية؛ فمشروعات مثل Hard Rock Tejon في كاليفورنيا وLive! Casino & Hotel في لويسانا أعلنت تواريخ افتتاحات مرحلية وتوظيفات واسعة، مع وعود بخلق آلاف الوظائف وتعزيز السياحة الإقليمية.
ماذا يعني كل هذا للاعبين والموظفين والمستثمرين؟
للموظفين: موجة الإغلاق في دول مثل السويد تؤكد ضرورة وجود خطط انتقال وظيفي وسياسات دعم اجتماعي للتعامل مع خسارة وظائف قطاع الضيافة الترفيهية. مشغّلو الكازينوهات الذين يواجهون ضغوطاً مالية يلجأون لإعادة هيكلة القوة العاملة أو نقل التركيز إلى النشاط الرقمي.
للمستثمرين: التباين الجغرافي في القرارات التنظيمية يمثل مخاطرة جغرافية – أسواق مثل الإمارات والولايات المتحدة قد توفر فرص نمو رأسمالي، بينما تشهد أسواق أوروبية تقليدية تراجعات أو تحوّلاً نحو نماذج أخرى.
للزوار واللاعبين: التغييرات تعني أن تجربة اللعب الأرضي قد تصبح أكثر فخامة ومكلفة في الأسواق التي تستمر فيها المنشآت، لكنها قد تختفي أو تتقلص في أسواق أخرى؛ لذا يُنصح الزوار بالاطلاع على آجال صرف الرقائق وإجراءات استرداد الأموال عند الإغلاق، ومتابعة الإعلانات الرسمية قبل التخطيط لزيارات مكلفة.
ممثلو القطاع يشددون على أن هذه التحولات ليست نهاية الكازينو الأرضي، بل إعادة توظيف لنموذج العمل – إما بالتحول إلى منتجعات متكاملة تقدم تجربة سائحية شاملة، أو بالانسحاب أمام النمو الرقمي. وفي تصريح لأحد مديري المشروعات في رأس الخيمة، “الاستثمار هنا يراهن على سياحة فاخرة وتجربة لا يقدمها العالم الرقمي.”
ما الذي يجب متابعته لاحق
