التحالفات بين الشركات الكبرى تحوّلت هذا الخريف إلى محرك رئيسي لتشكيل مستقبل الشراكات التسويقية، من منصات الذكاء الاصطناعي إلى عمالقة الإعلان والبيع بالتجزئة. خلال الأسابيع الماضية برزت سلسلة إعلانات ومبادرات استراتيجية تُعيد تعريف كيفية وصول العلامات التجارية إلى المستهلكين وتحويل التفاعل إلى مبيعات فعلية.
شراكات الذكاء الاصطناعي تدخل ساحة التجارة مباشرة
في 29 سبتمبر 2025 أعلنت OpenAI عن إطلاق خاصية “الدفع الفوري” داخل ChatGPT عبر تعاون مباشر مع منصات مثل Etsy وShopify، ما يتيح لمستخدمي الولايات المتحدة إتمام مشتريات من داخل المحادثة دون مغادرة واجهة الدردشة. هذا الإعلان، بحسب تغطية رويترز، يمثّل خطوة مهمة نحو دمج قدرات التوصية والمحاكاة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي مع سلاسل الدفع والتجارة الإلكترونية، ويضع منصات المحادثة في قلب رحلة الشراء الرقمية. المزيد من التفاصيل حول المبادرة وشروط الرسوم على التجار متوافرة في تقرير رويترز. تقرير رويترز
ردود الفعل السوقية جاءت سريعة: ارتفاع في أسهم بعض البائعين وشركات التجارة الإلكترونية المصغرة، مع تحرّك مزودي الدفع والشركاء التقنيين لتأمين التكامل وتشغيل تجارب شراء سلسة وآمنة داخل البيئات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
وكالات الإعلان وتكتلات التكنولوجيا – استثمارات ضخمة لتسريع التكامل
في منتصف أكتوبر 2025 شهدنا اتفاقيات استراتيجية جديدة بين عمالقة الإعلان والتكنولوجيا تهدف إلى دمج قدرات السحابة والذكاء الاصطناعي في عمليات التسويق والإبداع. هذه التحالفات – التي تضمنت تعهدات مالية كبيرة للشراكة في تطوير منصات ذكاء اصطناعي مخصصة للتسويق والتشغيل الآلي للحملات – تشير إلى توجه أكبر نحو شراكات تسمح بإنشاء حملات مُخصّصة في الوقت الفعلي وتقليل وقت إطلاق الأفكار إلى السوق من أشهر إلى أيام.
المسؤولون في الشركات وصفوا هذه الخطوات بأنها “انتقال من أتمتة التسويق إلى نظام تسويق وكيل-محوره” حيث تتخذ الأنظمة قرارات تنفيذية تلقائية استنادًا إلى بيانات الجمهور والأداء. هذا التوجّه يضع مزيدًا من الضغوط على العلامات التجارية لامتلاك بنية بيانات قوية وأطر حوكمة واضحة لضمان الشفافية والامتثال.
تأثيرات فورية ومخاطر محتملة
تأثيرات: تسريع تحويل الإنفاق الإعلاني إلى نتائج قابلة للقياس مباشرة، فرص توسع للقنوات غير التقليدية (الدردشة الصوتية والآليات المساعدة بالذكاء الاصطناعي) ونماذج إيرادات جديدة لمنصات التواصل.
مخاطر: تحديات الخصوصية، تبعية تقنية لمزودي نماذج الذكاء الاصطناعي وشروط تقاسم العوائد مع الوسطاء الجدد.
في تصريحات حديثة قال مسؤول تنفيذي في شركة دفع إلكتروني إن الشراكات مع منصات الذكاء الاصطناعي “تفتح سوقًا جديدًا لكن تتطلب معايير أمان وشفافية لا تنازل عنها” – ما يعكس التوازن الذي تسعى الشركات لإيجاده بين الابتكار ومسؤولية البيانات.
ماذا يجب أن يراقب المسوّقون والجهات الفاعلة؟
الربع الأخير من 2025 سيحمل إعلانات تكاملية أوسع: توسيع دعم الشراء المتكامل داخل واجهات الذكاء الاصطناعي إلى أسواق دولية، وإطلاق أدوات قياس أداء موحّدة بين الشركاء، وإعلانات شراكات بين منصات المحتوى ووسطاء الدفع. كما ستكون القضايا التنظيمية المتعلقة بالبيانات وعمليات الشراء الآلي تحت المراقبة، مع توقع تشدد رقابي في بعض الأسواق خلال 2026.
في الأجل القريب، ينبغي للعلامات التجارية تقييم بنيتها التكنولوجية، مراجعة عقود الشراكات لتضمين بنود حماية المستهلك والبيانات، وإجراء تجارب مبكرة على قنوات الشراء المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لضمان تناسق الرسائل وقياس العائد بشكل دقيق.
