ماكاو شهدت ارتفاعاً في الإيرادات والأنظار تتجه نحو استراتيجيات التنويع والسيطرة الحكومية. في وقت سجّلت فيه المدينة أرقاماً قريبة من مستويات ما قبل الجائحة، حذّر زعيم الإقليم من مخاطر مالية إذا تراجعت الأرقام مجدداً، ما يضع مشغلي الكازينوهات والحكومة أمام تحديات سياساتية واقتصادية جديدة.
ارتفاع الإيرادات وارتدادات ما بعدها
أظهرت بيانات رسمية وتحليلات قطاعية خلال 2025 أن ماكاو تعافت بشكل ملحوظ من آثار الجائحة، مع تسجيل زيادات شهرية كبيرة في عائدات الألعاب، ما أعاد المدينة إلى قلب صناعة المقامرة العالمية. رغم ذلك، نبه رئيس حكومة ماكاو سام هو فاي في تصريحاته الصادرة في 16 أبريل 2025 إلى أن الإقليم قد يواجه عجزاً في الميزانية إذا هبط متوسط الإيرادات الشهرية إلى ما دون 15 مليار باتاكا – تحذير أثار قلق المراقبين لوعيهم بأن الاعتماد الكبير على القطاع لا يزال نقطة ضعف اقتصادية استراتيجية. اقرأ المزيد من تقرير وكالة رويترز حول تحذيرات القيادة في ماكاو. تقرير رويترز عن تحذيرات ماكاو
استجابة المشغلين وسياسات التنويع
المشغلون الكبار في ماكاو، بمن فيهم ساندز وماسحبات أخرى، أطلقوا مشاريع استثمارية غير متعلقة بالألعاب – فنادق فاخرة، فعاليات ترفيهية، ومرافق طبية وسياحية – ضمن جهود لتقليص الاعتماد على إيرادات اللعب. محللون ماليون أشاروا خلال 2025 إلى أن عائدات القطاع بقيت متقلبة وتعتمد بدرجة كبيرة على حركة السياحة من البر الرئيسي الصيني، ما دفع البنوك الاستثمارية لإعادة تقييم توقعات الربحية للمتعاملين الرئيسيين.
ضغوط تنظيمية وقرارات حكومية في أوروبا
على صعيد آخر، شهدت أوروبا تحركات تشريعية وتنفيذية مؤثرة في سوق الألعاب الأرضية خلال 2025، حيث أقرت بعض البرلمانات إجراءات صارمة أو أعادت النظر في قيود محلية على فتح وصلة الكازينوهات والنوادي. محاكم عليا في دول أوروبية أبطلت حظراً بلدياً على تراخيص مرافق القمار في مدن رئيسية، فيما شرعت حكومات أخرى في تقليص الحضور المادي لصناعة المقامرة بحجة مكافحة الإدمان وغسيل الأموال – عناصر تضغط على مستقبل الكازينوهات التقليدية وتدفعها إلى إعادة تشكيل نماذج أعمالها.
ماذا يعني ذلك للمستقبل القريب؟
المشهد الحالي يُظهر تبايناً بين علامات انتعاش قوية في مراكز تشغيلية كبرى مثل ماكاو، وبين مخاطر تنظيمية ومالية قد تحدّ من استدامة هذا الانتعاش. ما يجب مراقبته في الأسابيع والأشهر المقبلة:
مستوى الإيرادات الشهرية في ماكاو مقارنة بالحدود التي حددتها الحكومة (15 مليار باتاكا) وتأثيرها على الموازنة العامة؛
مشاريع التنويع غير المرتبطة بالألعاب وإشارات تعافي قطاع السياحة الصيني؛
تشريعات أوروبا وأحكام المحاكم المحلية التي قد تعيد تشكيل سوق الكازينوهات الأرضية على الصعيد الدولي.
المشهد يبقى متحولاً، وسيحدد توازن السياسات الحكومية، وتوجهات السياحة الدولية، واستجابة مشغلي الألعاب الأرضية مدى قدرة هذا القطاع على الاستمرار كمحرك اقتصادي دون أن يشكل عبئاً مالياً واجتماعياً على المجتمعات المحلية.
